وإن لم يعدم من أنصار انتهلوا من نمير علومه فأرواهم ، فقالوا فيه مِدحاً لاتستوي في غلوّها فتصير جرحاً ، كما لم يسلم من فئات تبنّوه لجئاً في تسديد مقالاتهم ونصرة مذاهبهم ، شأنه في ذلك شأن العظماء ، فكلّما كان المرء كبيراً ، حمّلوا تاريخه كثيراً.
فبعظم قدر المرء يعظم خصمه |
|
وينال شهرته يعدّ خصيماً |
فالهرّ إذ تعلق مخالب ظفره |
|
قبّ الأسود فكان ذا تعظيماً |
ولنشرع بعون الله تعالى في قراءة أبواب هذه الحلقة ، لنقرأ في فصولها مراحل دراساته ، ونتاج ثمراته ، في سنيّ حياته ، ولا شك أنّه كان أشرفها زماناً أيام تشرفه بخدمة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم وابن عمّه عليه السلام ، الذي أولاه بعنايته ، وشرّفه ببركة دعائه له ، فكانت فترة تلك الصحبة على قلّة أيامها ، موفورة بعطائها ، سعُد فيها حظُّه ، وعلا بها جدُّه ، فكان موفور الحظ مليئ العياب.