عباس فأكثر ، وجوّد قرأ القرآن عليه ) (١) ، وعدّه ابن الجزري ممّن عرض عليه القرآن (٢).
ومن خلال تراجمه نعرف أنّه كان واحداً من طلاب ابن عباس الناشطين ـ وله الرواية عنه في التفسير والحديث والفقه واللغة وغيرها ـ نشاطاً ملحوظاً وأثراً باقياً في مدرسته بالكوفة. فكان أهل الكوفة إذا أرادوا شيئاً من حديث ابن عباس عمدوا إلى سعيد ، وإذا أتوا إلى ابن عباس يسألونه أشار عليهم بمراجعة ابن جبير.
وقد ذكر ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) بسنده عن جعفر بن أبي المغيرة ، قال : ( كان ابن عباس بعدما ذهب بصره إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه ، يقول : أليس فيكم ابن أم هاني ـ الدهماء ـ يعني سعيد بن جبير ) (٣).
وقد كان يقول له : ( حدّث ، فقال : أحدّث وأنت ها هنا؟ فقال : أو ليس من نعمة الله عليك أن تتحدث وأنا شاهد ، فإن أصبتَ فذاك وإن أخطأتَ علّمتْك ) ، وقال له مرّة ـ وكان ابن عباس متكىء على مرفقة من حرير وسعيد عند رجليه ـ : ( سأنظر كيف تحدث عني فإنّك قد حفظت عني حديثاً كثيراً ) ، وقد حدّث أبو حصين ، قال : ( سألت سعيد بن جبير ،
____________________
(١) سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٨٧.
(٢) طبقات القرآء ١ / ٤٢٦.
(٣) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ١.