قلت : أكلّ ما أسمعك تحدّث سألت عنه ابن عباس؟ فقال : لا ، كنت أجلس ولا أتكلم حتّى أقوم فيتحدثون فأحفظ ) (١).
وكانت لسعيد من ابن عباس مسائل كثيرة في التفسير وغيره.
وروى البخاري في ( التاريخ الكبير ) عن سعيد قال : ( كنت جالساً عند ابن عباس فأتاه رجل فسأله فقال : ما تقول يا سعيد؟ قلت : أنت ابن عباس وجئت أقتبس منك ، قال : إذا كان لك جليس فسئل فإنّما هو فهم يؤتيه الله من يشاء ) (٢).
وأخرج الطيالسي في مسنده أحاديث سعيد بن جبير عن ابن عباس ( من ٢٦١٤ إلى ٢٦٤٠ ) (٣) ، وفي ما ذكره الطبراني في معجمه الكبير من حديثه عن ابن عباس أكثر من ذلك (٤) ، ومع هذا فليس ذلك كلّه ، فقد بلغ ( ٣٢٦ ) حديثاً منه المرفوع والموقوف وهو أكثر ، ويجد الباحث في ذلك علمّاً كثيراً ، ولم تنقطع صلة سعيد بأستاذه إلى موته بالطائف ، وقدكان أحد تلامذته الذين حضروا موته كما في رواية عطاء ، وستأتي في ترجمته.
وقد ثار سعيد مع جملة القرآء على مظالم الحجاج في ثورة ابن
____________________
(١) أنظر الطبقات ٦ / ١٧٨ ط ليدن ، والجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ١.
(٢) التاريخ الكبير ١ / ق ١ / ٤٥٨.
(٣) مسند أبي داود الطيالسي / باب سعيد بن جبير عن ابن عباس.
(٤) المعجم الكبير ١١ / ٣٤١ ـ ٣٦٢ و ١٢ / ٥ ـ ٦٧.