٢ ـ قال البراء بن عازب الأوسي : ( ما كلّ الحديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان يحدثنا أصحابنا وكنا منشغلين في رعاية الإبل ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كانوا يطلبون ما يفوتهم سماعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيسمعونه من أقرانهم وممّن هو أحفظ منهم ، وكانوا يشددون على من يسمعون منه ) (١).
وفي رواية أخرى عنه : ( ليس كلّنا كان يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت له ضيعة واشتغال ، ولكن الناس لم يكونوا يكذبون يومئذ فيحدث الشاهد الغائب ) (٢).
٣ ـ عن قتادة : ( أنّ أنساً حدّث بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له رجل : سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فغضب غضباً شديداً وقال : ليس كلّما نحدّثكم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمعناه ( منه ) ولكن كان يحدّث بعضنا بعضاً ، ولا يتهم بعضنا بعضاً ) (٣).
٤ ـ قيل لحذيفة ـ ابن اليمان ـ : نراك تتكلم بكلام لا يسمع من غيرك من الصحابة فمن أين أخذته؟ قال : ( خصّني به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان الناس يسألونه عن الخير وكنت أسأله عن الشرّ مخافة أن أقع فيه ، وعلمت أنّ الخير لا يسبقني علمه ) (٤).
____________________
(١) معرفة علوم الحديث / ١٤.
(٢) المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي / ٣٢ ـ ٣٣ ، ونحوه في قبول الأخبار للكعبي ١ / ٣٩.
(٣) قبول الأخبار للكعبي / ٤٠ ط دار الكتب العلمية بيروت.
(٤) إحياء علوم الدين للغزالي ١ / ٧٧ ط مصر.