قال : بلى أصلح الله الأمير.
قال : ألم آمر أن تؤمّ قومك ولا يؤمّ مثلُك؟
قال : بلى أصلح الله الأمير.
قال : ألم أعرّفك على قومك ولا يعرّف مثلُك؟
قال : بلى أصلح الله الأمير.
قال : ألم أوفدك على أمير المؤمنين ولا يوفد مثلُك؟
قال : بلى أصلح الله الأمير.
قال : فما أخرجك مع عدو الرحمن؟
قال : أصلح الله الأمير خبطتنا فتنة فما كنّا فيها بأبرار أتقياء ولا فجّار أقوياء ... ) (١).
وذكر ابن سعد ... كان الشعبي يجيء بالأوابد ـ في حديثه ، وسُمع يقول : ( ليتني أنفلت من علمي كفافاً لا عليّ ولا لي ). وقال : ( لوددتُ أن عطائي في بول حمار ، كم مَن قد قاده عطاؤه إلى النار ) (٢).
وترجمه الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ، فجاء فيها قوله : ( أصبحت الأمة على أربع فرق : محبّ لعليّ مبغض لعثمان ، ومحبّ لعثمان مبغض لعليّ ، ومحبّ لهما ، ومبغض لهما فسئل من أيّها أنت؟ قال : مبغض لباغضهما ).
____________________
(١) الطبقات ابن سعد ٦ / ١٧١ ـ ١٧٨ط ليدن.
(٢) المصدر نفسه.