وقد ذكر المؤرخون أنّه إمتنع عن مبايعة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مع إجتماع المهاجرين والأنصار على بيعته إلاّ سبعة هو أحدهم ، ولكنه بايع معاوية ويزيد! وانتهى به الأمر أن كتب إلى عبد الملك ببيعته ابتداءً ، ودخل على الحجاج بمكة يبايعه لعبد الملك ، فاستخفّ به وقال يداي مشغولة فهذه رجلي فامسح عليها!
وذكر مترجموه أنّ أباه لم يرض بإستخلافه وندّد به أنّه لم يحسن أن يطلق امرأته!
ومع هذا كلّه فقد شرّق وغرّب بعضهم ، فقالوا : بأنّه كان يفتي ستين سنة ، وهذا يعني أنّه أفتى في أوّل خلافة أبيه!
ولست أدري لماذا لم تنقل عنه فتيا واحدة في زمن أبيه؟! ولماذا فاضت واستفاضت رواياته أيام معاوية؟! حتّى اعتذر عنه علماء التبرير كالشعبي فقال : ( كان ابن عمر جيّد الحديث ولم يكن جيّد الفقه ) (١).
أمّا عن جودة حديثه ، فسل الزركشي عنه ستجد الإجابة في كتابه ( الإجابة ) فيما استدركته عائشة على الصحابة ، وهو واحد منهم.
ونعود إلى روايته عن ابن عباس ، فقد ذكرها الطبراني في معجمه الكبير : ( حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ، ومحمّد بن الفضل السقطي ، قالا : ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ، ثنا مبارك بن فضالة ، عن
____________________
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ٣٧٣.