وكشف لنا حديث سفيان عنه كيف استدرجه ، بما رأى ابن عباس يصنعه وكيف رآه استخرجه ، كما كشف لنا عن حال ابن جريج في التحديث عنه حتّى أوهم سامعيه أنّه قد مات ، وهي حال لا تخلو من أنانية غير محمودة.
وقد حدث عبيد الله هذا عن ابن عباس عدّة أحاديث ، ذكر منها الطبراني في المعجم الكبير أحد عشر حديثاً.
كان منها : ( عن ابن عباس أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوضأ بالمدّ ويغتسل بالصاع ) (١).
ومنها : ( عن ابن عباس قال : كنت فيمن قدّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ضعفة أهله من المزدلفة إلى منى ) (٢).
ومنها : ( عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله إنّي رأيتني في هذه الليلة فيما يرى النائم ، كأنّي أصلي عند شجرة ، وكأنّي قرأت سورة السجدة فسجدت ، فرأيت الشجرة كأنّها سجدت بسجودي ، وكأنّي أسمعها وهي تقول : اللّهمّ أكتب لي بها عندك أجراً ، وضع بها عني وزراً ، واجعلها لي عندك ذخراً ، وتقبل مني كما تقبلت من عبدك داود ، قال ابن عباس : فقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السجدة فسمعته يقول في سجوده كما أخبره الرجل من قول
____________________
(١) المعجم الكبير ١١ / ١٠٤.
(٢) المعجم الكبير ١١ / ١٠٤.