في كلمة ( عهدي ) حين قال : ( لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، الأمر الذي يعني تخصّصها وانحصارها بالله سبحانه ، فلم يقل ( عهدكم ) مثلاً ، أو ( عهد البشر ) ، بل قال : ( عهدي ) أي عهدي وحسب.
فالإمامة إذاً عهد الله ولا شأن لغير الله فيها.
يقول الله تعالى حاكياً طلب موسى عليهالسلام : ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) (١).
لمّا أمر الله سبحانه كليمه موسى عليهالسلام بالذهاب إلى فرعون الطاغي ، لم يتردّد موسى عليهالسلام ، ولكنّه شعر بالحاجة إلى مساعد وموآزر وشريك ليسانده في أمره ، فتوجّه إلى ربّه في طلبه :
( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ).
ثمّ يأتيه جواب ربّه : ( قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ ) (٢) ، ولم يأمره أن يتشاور مع أصحابه وأتباعه ليختاروا وزيراً وشريكاً له من بينهم.
__________________
(١) طه (٢٠) : ٢٩ ـ ٣١.
(٢) طه (٢٠) : ٣٦.