فمن كذب عليّ متعمداً..
فليتبوأ مقعده من النار » (١).
والسؤال هنا :
هل كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يعلم ويؤكّد أنّ سنّته ستطولها أيدي التحريف والتزييف ، ولم يخطّط لحفظها ؟!
وهو الذي كان لا يخرج من المدينة إلاّ أن يعيّن خليفةً ريثما يعود !
فكيف إذا كان الخروج أبديّاً ، حيث لا رجعة ؟
كيف لنا أن نصدّق أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو الإنسان العاقل الحكيم الأوّل في البشريّة ، أنّه يترك أُمّته هكذا هملاً ، لاسيّما أنّهم كانوا حديثي عهد بالجاهليّة ، وخطر العدوان الثلاثي ( الروم ، الفرس ، والمنافقين ) لا زال محدقاً بالإسلام ، يتربّص سنوح الفرصة ليصبّ حقده عليه ، ويهدم هذا الصرح العظيم !
بلى ، لقد خطّط رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لحفظ أُمّته التي طالما عانى وجاهد من أجل بنائها بناءً إسلاميّاً على قواعد متينة وثابتة.
وذلك يكون من خلال تعيين الخليفة والقائد الذي يكون حريصاً
__________________
(١) مسند أحمد ١ : ٧٨ ، في مسند علي بن أبي طالب عليهالسلام ، صحيح البخاري ٢ : ٨١ ، باب ما يكره من النياحة علىٰ الميت ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ : ٢٦٢.