الزيّات ، فوقّع في
ظهرها : قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلىٰ الكوفة ومن الكوفة إلىٰ المدينة ومن المدينة إلىٰ مكة وردَّك من مكة
إلىٰ الشام ، أن يخرجك من حبسك هذا. قال علي بن خالد : فغمني ذلك من أمره
ورققت له وانصرفت محزوناً عليه ، فلما كان من الغد باكرت الحبس لأعلمه بالحال وآمره بالصبر والعزاء ، فوجدت الجند وأصحاب الحرس وأصحاب السجن وخلقاً عظيماً من الناس يهرعون ، فسألت عن حالهم فقيل لي : المحمول من الشام المتنبئ افتقد البارحة من الحبس ، فلا يُدرىٰ أخُسِفت به الأرض أو اختطفته الطير ! وكان هذا الرجل ـ أعني علي بن خالد ـ زيدياً
، فقال بالإمامة لمّا رأىٰ ذلك وحسُنَ اعتقاده (١). وروي عن القاسم بن المحسن (٢) ، قال : كنت فيما بين مكّة والمدينة
فمرَّ بي أعرابي ضعيف الحال ، فسألني شيئاً فرحمته وأخرجت له رغيفاً فناولته إياه ، فلما مضىٰ عني هبّت ريح شديدة ـ زوبعة ـ فذهبت بعمامتي من رأسي ، فلم أرها كيف ذهبت ؟ وأين مرّت ؟ فلما دخلت علىٰ أبي جعفر بن الرضا عليهالسلام
، فقال لي : «
يا قاسم ! ذهبت عمامتك في الطريق ؟ ». قلت : نعم. قال : « يا غلام أخرج إليه
عمامته » ، فأخرج إليَّ عمامتي بعينها ، قلت : ________________ ١)
الإرشاد ٢ : ٢٨٩ ـ ٢٩١. وراجع : دلائل الإمامة : ٢٠٥ / ٣٦٦. وإعلام الورىٰ :
٣٤٧. وكشف الغمة ٣ : ١٤٩. ٢)
الظاهر أنّه : القاسم بن الحسن البزنطي ، إذ لا وجود للقاسم بن المحسن في كتب
الرجال.