فدعاه. فأبىٰ
أن يجيبه وقال : « قد علمت أني لا أحضر مجالسكم ».
فقال : إنّي إنّما أدعوك إلىٰ الطعام ، وأحب أن تطأ ثيابي وتدخل منزلي فأتبرك بذلك ، فقد أحب فلان بن فلان ( من وزراء الخليفة ) لقاءك. فصار إليه ، فلما أُطعم منها أحسَّ السم
، فدعا بدابته ، فسأله ربّ المنزل أن يُقيم ، قال : « خروجي من دارك خير لك ». فلم يزل يومه ذلك وليله في خلفة
حتىٰ قُبض عليهالسلام
) (١). أما الشيخ المفيد رحمهالله فقد نقل في إرشاده
بأنّه عليهالسلام
: ( قُبض ببغداد ، وكان سبب وروده إليها إشخاص المعتصم له من المدينة ، فورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرم من سنة عشرين ومئتين ، وتوفي بها في ذي القعدة من هذه السنة. وقيل : إنّه مضىٰ مسموماً ، ولم
يثبت بذلك عندي خبر فأشهد به ) (٢). في حين نجد أن المؤرخ علي بن الحسين
المسعودي المتوفّى سنة « ٤٣٦ ه » يقول : ( وقيل : إنّ أُم الفضل بنت المأمون لمّا قدمت معه من المدينة إلىٰ المعتصم سمّته ) (٣). وفي موضع آخر ذكر أن مثلث الاغتيال ( المعتصم
ـ جعفر ـ أم الفضل ) كانوا قد تشاوروا وتعاونوا علىٰ قتل الإمام والتخلّص منه بعد قدومه
إلىٰ بغداد ، بل ما استدعي إلّا للغرض ذاته. فقال : ( .. وجعلوا ـ المعتصم بن ________________ ١)
تفسير العياشي ١ : ٣٢٠ / ١٠٩ وعنه بحار الأنوار ٥٠ : ٥ / ٧. والخَلْفَة
: ذهاب شهوة الطعام من المرض ، أو الإسهال والتقيؤ نتيجة التسمم. ٢)
الإرشاد ٢ : ٢٩٥. ٣)
مروج الذهب ٤ : ٦٠ الطبعة الاُولىٰ ١٤١١ ه ، تحقيق عبد الأمير علي مهنا.