الفضل ، ثم أنفذ
إليه شراب حُمّاض الأُترُجّ (١)
تحت ختمه علىٰ يدي أشناس ، وقال : إنّ أمير المؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي دؤاد ، وسعد بن الخضيب وجماعة من المعروفين ، ويأمرك أن تشرب منها بماء الثلج ، وصُنع في الحال. فقال ـ أي الإمام عليهالسلام
ـ : «
أشربها بالليل ». قال : إنّها تنفع بارداً ، وقد ذاب الثلج ، وأصر علىٰ ذلك ، فشربها عالماً بفعلهم ) (٢). وبعد ، فهذا إجمال لما ورد في شأن وفاته
وكيفيتها ، والذي يبدو راجحاً هو أن الإمام عليهالسلام
قُضي عليه بالسم ، وأن المشاركين في عملية الاغتيال قد عرفتهم ، وعرفت تدبيرهم. مع العلم أن محاولات سبقت كانت تدّبر لاغتيال الإمام ؛ لكنّه عليهالسلام
كان يعلم بها ، وكان حذراً وقد أخذ بالاحتياط في التعامل سواء مع زوجته أو مع أعوان السلطان في مأكله ومشربه. ولقد كان متوقعاً هذا الأمر قبل وقت غير قليل ، فيوم دخل عليه محمد بن علي الهاشمي صبيحة عرسه في بغداد كان يتوقع هذا أن يأتوا للإمام بماء مسموم حين طلب ماءً للشرب. كما أفلت عليهالسلام
من محاولة استهدفت سمّه في طعام قدّم له ، فقد نقل أبو جعفر المشهدي باسناده : ( عن محمد بن القاسم ، عن أبيه ، وعن غير واحد من أصحابنا أنّه قد سمع عمر بن الفرج أنّه قال : سمعتُ من أبي جعفر عليهالسلام شيئاً لو رآه محمداً أخي لكفر. فقلت : وما هو أصلحك الله ؟ ________________ ١)
الأُترُوج أو الأُترُنج : ثمر من جنس الحمضيات ويقال له ( التُرُنج ) أيضاً والحُمّاض
: ما في جوف الأُترُجّ من اللب. ٢)
مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٨٤.