بعدي »
(١) ، وربما كتب
إليه الإمام الرضا عليهالسلام
: فداك أبوك !! فقد روىٰ العياشي عن محمد بن عيسىٰ
بن زياد. قال : كنت في ديوان أبي عباد ، فرأيت كتاباً يُنسخ فسألت عنه فقالوا : كتاب الرضا إلىٰ ابنه عليهماالسلام من خراسان ، فسألتهم أن يدفعوه إليّ فإذا فيه : « بسم الله الرحمن
الرحيم ، أبقاك الله طويلاً وأعاذ من عدوّك يا ولد ، فداك أبوك... »
ثم يوصيه عليهالسلام
بالإنفاق وخاصة علىٰ الهاشميين من قرابته ، ويختم كتابه بقوله : «
وقد أوسع الله عليك كثيراً ، يا بنيّ فداك أبوك لا تستر دوني الأمور لحبّها فتخطئ حظّك ، والسلام » (٢). ويبلغ حبّ الوالد لولده مداه ويغرق فيه
نزعاً ، حتىٰ يوصله إلىٰ امتزاج روحيهما في روح واحدة هي روح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. ذلك الاغراق في الحبّ والمودّة يوقفنا
عليه بنان بن نافع في خبر يرويه حول محاورة في الإمامة جرت بينه وبين الإمام الرضا عليهالسلام من جهة وبين الإمام الجواد عليهالسلام
من جهة اُخرىٰ. يقول ابن نافع في نهاية الخبر : ثم دخل
علينا أبو الحسن ، فقال لي : « يابن نافع سلّم واذعن له بالطاعة ، فروحه روحي وروحي روح رسول الله »
(٣). وأخيراً ينقل لنا صاحب كتاب دلائل الإمامة
خبراً عن أُمية بن علي القيسي الشامي يمكننا من خلاله الوقوف علىٰ درجة العلاقة بين الوالد والولد ، وشدة حبّ الوالد لولده واهتمامه به من جهة ، ومدىٰ تعلّق الولد ________________ ١)
عيون أخبار الرضا ٢ : ٢٦٦ باب ٦٠. وعنه بحار الأنوار ٥٠ : ١٨ / ٢. ٢)
تفسير العياشي ١ : ١٣١ ـ ١٣٢. ٣)
مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٨٨.