ومائتين (١). كما أنّه عليهالسلام
يردّ علىٰ المنكرين عليه صغر سنه بشواهد قرآنية لها مصاديق من سيرة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وهو ما نقرأه في رواية الكليني الاُخرىٰ عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : قال علي بن حسان لأبي جعفر عليهالسلام : يا سيدي ، إنّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك ، فقال : « وما ينكرون من ذلك
، قول الله عزَّ وجلَّ ؟ لقد قال الله عزَّ وجلَّ لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (
قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) (٢) فوالله ما تبعه إلّا علي عليهالسلام وله تسع سنين وأنا ابن تسع سنين » (٣). من خلال التأمل في الروايات التي مرَّ
ذكرها يتبيّن لنا تركيز الأئمة عليهمالسلام
علىٰ دور الإمامة في حياة الاُمّة ، ومقارنتها بالنبوّة. وطبيعي أن تُقرن الإمامة
بالنبوة لما بينهما من سنخية واحدة ، فالإمام عليهالسلام
إنّما يلفت نظر الناس إلىٰ أن العمر لا مدخلية له في منصبي النبوّة والإمامة ؛ لأنّهما منصبان يتعينان من قبل الله سبحانه وتعالىٰ ، والله تعالىٰ لا يختار لرسالاته إلّا المعصوم
المتحصل لجميع الكمالات ، وعليه فهو تبارك وتعالىٰ لايتعامل مع سن المبعوث بقدر ما يتعامل مع ظروف المرحلة التي تمر بها الرسالة والاُمّة ، ومدىٰ الحاجة إلىٰ الشخص المختار لتدارك حالة المجتمع في مقطع زمني معين تكون الحاجة إليه هناك ماسة وضرورية. نعم ، فالإمام يريد أن يقول للناس : عليكم
أن تنظروا للإمام.. أن تتعاملوا ________________ ١)
اُصول الكافي ١ : ٣٨٤ / ٥. ٢)
سورة يوسف : ١٢ / ١٠٨. ٣)
اُصول الكافي ١ : ٣٨٤ / ٨.