سنين وشهور (١). ثم قال : أنا ومَن مثلي !
فقام إليه الريّان بن الصلت فوضع يده في حلقه ، ولم يزل يلطمه ويقول له : أنت تظهر الإيمان لنا وتبطن الشكّ والشرك ، : إن كان أمره من الله جلّ وعلا ، فلو أنّه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم وفوقه ، وإن لم يكن من عند الله فلو عمّر ألف سنة فهو واحد من الناس ، هذا مما ينبغي أن يفكّر فيه. فأقبلت العصابة عليه ( يونس بن عبدالرحمن ) تعذله وتوبّخه.
وكان وقت الموسم ، فاجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلاً ، فخرجوا إلىٰ الحج ، وقصدوا المدينة ؛ ليشاهدوا أبا جعفر عليهالسلام فلمّا وافوا ، أتوا دار الإمام جعفر الصادق عليهالسلام ؛ لأنّها كانت فارغة ، ودخلوها وجلسوا علىٰ بساط كبير ، وخرج إليهم عبدالله بن موسىٰ ، فجلس في صدر المجلس ، وقام منادٍ وقال : هذا ابن رسول الله ، فمن أراد السؤال فليسأله.
فقام إليه رجل من القوم فقال له : ما تقول في رجل قال لامرأته أنتِ طالق عدد نجوم السماء ؟ قال : طلقت ثلاث دون الجوزاء. ثم قام إليه رجل آخر فقال : ما تقول في رجل أتىٰ بهيمة ؟ قال : تقطع يده ، ويجلد مئة جلدة ، ويُنفىٰ.
فورد علىٰ الشيعة ما حيّرهم وغمّهم
، واضطربت الفقهاء وقاموا وهمّوا بالانصراف ، وقالوا في أنفسهم : لو كان أبو جعفر عليهالسلام
يكمل لجواب المسائل لما كان من عبدالله ما كان ، ومن الجواب بغير الواجب ، فهم في ذلك إذ فُتح باب من صدر المجلس ، ودخل ( موفق ) وقال : هذا أبو جعفر ، فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه وسلّموا عليه ، فدخل عليهالسلام
وعليه قميصان ، ________________ ١)
بناءً علىٰ هذه الرواية نستظهر أن شهادة الإمام الرضا عليهالسلام كانت سنة ( ٢٠٢ ه ).