وعمامة بذؤابتين
إحداهما من قدّام والاُخرىٰ من خلف ، ونعل بقبالين (١) ، فجلس وأمسك الناس كلّهم ، ثم قام صاحب المسألة الاُولىٰ ، فقال : يابن رسول الله ، ما تقول فيمن قال لامرأته أنتِ طالق عدد نجوم السماء ؟ فقال له : « يا هذا اقرأ كتاب
الله ، قال الله تبارك وتعالىٰ : (
الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) (٢) في الثالثة ».
قال : فإن عمّك أفتاني بكيت وكيت. فقال : « يا عم اتّق الله ولا تفتِ وفي الاُمّة من هو
أعلم منك ». فقام إليه صاحب المسألة الثانية ، فقال
له : يا بن رسول الله ، ما تقول في رجل أتىٰ بهيمة ؟ فقال : « يُعزّر ، ويُحمىٰ ظهر البهيمة ، وتُخرج
من البلد حتىٰ لا يبقىٰ علىٰ الرجل عارها ».
فقال : إنّ عمّك أفتاني بكيت وكيت. فالتفت وقال بأعلىٰ صوته : « لا إله إلّا الله ، يا عبدالله ! إنّه عظيم
عند الله أن تقف غداً بين يدي الله فيقول لك ، لم أفتيت عبادي بما لا تعلم وفي الاُمّة من هو أعلم منك ؟ ». فقال عبدالله بن موسىٰ : رأيت أخي
الرضا وقد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب. فقال أبو جعفر عليهالسلام : «
إنّما سُئل الرضا عن نبّاش نبش قبر امرأة ففجر بها ، وأخذ ثيابها ، فأمر بقطعه للسرقة ، وجلده للزنا ، ونفيه للمثلة ».
ففرح القوم ، ودعوا له وأثنوا عليه ) (٣).
________________ ١)
القِبال : سير من الجلد طويل يربط علىٰ الرجل لشدّ النعال. ٢)
سورة البقرة : ٢ / ٢٢٩. ٣)
النص أخذناه عن عيون المعجزات : ١٢٢ ـ ١٢٣. وعنه بحار الأنوار ٥٠ : ٩٩ / ١٢.
والزيادات فيه