الاُمّة لم تزل
قائمة إلىٰ الآن ، وفصول المسلسل ( الدرامي ) الذي لم ينته بانتهاء الإمام الرضا عليهالسلام..
يجب أن يُعالج هذه المرة بأُسلوب أهدأ.. وطريقة طبيعية تُسقط الإمام والإمامة من أعين الناس ، دون استخدام العنف أو التصفية الجسدية.. فلقد سعىٰ المأمون الداهية
المتآمر ، وهو أعظم خلفاء بني العباس خطراً... وأكثرهم علماً.. وأبعدهم نظراً.. وأشدهم مكراً.. وأخفاهم مكيدة.. سعىٰ هو وحاشيته إلىٰ الالتفاف علىٰ الإمام أبي جعفر عليهالسلام بالمكر والتحايل ؛ لقتله وهو ما يزال حيّاً ، وذلك بإسقاطه في أعين الناس ، وكذا فعل المعتصم. ففي إحدىٰ المرات وصل بهم خبث السريرة إلىٰ أنهم أرادوا إيثاق الإمام وسقيه خمراً إلىٰ حدِّ الإسكار ، ثم إخراجه إلىٰ الناس
علىٰ تلك الحالة مضمّخاً بخلوق الملوك. لكنّ كيدهم لم يتم بإذن الله تعالىٰ ، إذ
منعهم المأمون من ذلك قبل تنفيذ خطتهم ، حيث خاف عواقب هذا الفعل الشنيع ، قائلاً لهم : لا تؤذوا أبا جعفر.. (١). كما احتال المأمون علىٰ أبي جعفر عليهالسلام بكل حيلة فلم يمكنه
فيه شيء ، فلمّا اعتل وأراد أن يزفّ إليه ابنته ، قال محمد بن الريّان : ( دفع إلىٰ مئة
(٢) وصيفة من أجمل ما يكون ، إلىٰ كل واحدة منهنّ جاماً فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر عليهالسلام
إذا قعد في موضع الأختان. فلم يلتفت إليهنّ ، وكان رجل يقال له « مخارق » صاحب صوت وعود وضرب ، طويل اللحية ، فدعاه المأمون. فقال : يا أمير المؤمنين إن كان في شيء من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره ، فقعد ________________ ١)
راجع : اختيار معرفة الرجال : ٥٦٠ / ١٠٥٨ ترجمة محمد بن أحمد بن حماد المحمودي. ٢)
في الكافي : مئتي. وما أثبتناه عن ابن شهرآشوب والعلّامة المجلسي.