اجتمعوا في موسم عام
( ٢٠٣ ه ) من مختلف الأقطار ، والتقوا في المدينة المنورة لمعرفة من هو المتعين للإمامة بعد شهادة الإمام الرضا عليهالسلام. قال علي بن حسان : حملت معي إليه عليهالسلام من الآلة التي
للصبيان ، بعضها من فضة ، وقلت : أُتحف مولاي أبا جعفر بها. فلما تفرّق الناس عنه بعد جواب الجميع قام فمضىٰ إلىٰ صريّا واتّبعته ، فلقيت موفقاً ، فقلت : استأذن
لي علىٰ أبي جعفر ، فدخلتُ فسلّمت ، فردّ عليَّ السلام وفي وجهه كراهة ، ولم يأمرني بالجلوس ، فدنوت منه وفرّغت ما كان في كمي بين يديه ، فنظر إليَّ نظر مغضب ، ثم رمىٰ يميناً وشمالاً ، ثم قال : «
ما لهذا خلقني الله ، ما أنا واللعب ؟! » فاستعفيته ، فعفا
عني ، فأخذتها وخرجت (١). إذن ، يبدو أن الإمام أبا جعفر عليهالسلام استغل فرصة خروج
المأمون ومروره بالقرب من منازلهم ، فوقف بإزاء صبيان يلعبون في الطريق ؛ ليتم هنالك اللقاء.. وخبر هذا اللقاء ينقله لنا ابن شهر آشوب ، وابن الصباغ المالكي ، والمحدّث الشيخ عباس القمي ، وغيرهم. ونحن ننقل نصّ رواية ابن شهرآشوب حيث قال : اجتاز المأمون بابن الرضا عليهالسلام
وهو بين صبيان يلعبون ، فهربوا سواه ، فقال : عليّ به ، فقال له : مالك ما هربت في جملة الصبيان ؟ قال عليهالسلام
: «
مالي ذنب فأفرّ ، ولا الطريق ضيّق فأوسعه عليك ، تمرّ من حيث شئت ، فقال : من تكون ؟ قال : أنا محمد بن علي بن
موسىٰ بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهمالسلام. فقال : ما تعرف من العلوم ؟ قال :
سلني عن أخبار السموات ». فودّعه ________________ ١)
المصدر السابق نفسه.