ولا فضل لها. خاصة
وهي مسمّاة له منذ سنوات خمس. أمّا صيده الذي توخّى إصابته ، فقد حسب : أولاً :
أنه سيصرف الإمام الصبي اليافع إلىٰ ملاذ الحياة ، وتنتشي نفسه بقرب النساء ، وسوف يشغفن قلبه شيئاً فشيئاً فيصبو إليهنّ. وثانياً :
أراد أن يجعل من ابنته وخدمها رقيباً دائمياً علىٰ كلِّ حركة للإمام ، وعلىٰ من يتصل به من الشيعة ، ثم إنه أسكنه بالقرب منه كي يحدّ من اتصال الناس به ؛ لأنّ القصور الملكية لا يتيسر لكلِّ أحد أن يدخلها ، ولا دخولها بالأمر اليسير. والهدف الأخير الذي حاول إصابته هو أن
يجعل من نفسه قريباً من البيت العلوي ، فهو عمّ ولدهم الإمام الجواد عليهالسلام
اليوم ، والأب الأكبر ( جدٌّ ) لصبيهم غداً الذي هو ابن رسول الله ، وهذا مكسب سياسي واجتماعي مهم جداً. وفيما لو أصابت رمياته الثلاث هذه فسوف يكمّ أفواه الطالبيين ، ويقطع أي قيام أو تحرك لهم ، وهو العالم المتيقن بأنهم أحق بالخلافة من أي إنسان علىٰ هذه الأرض. وبناءً علىٰ تحقيق هذه الأغراض
وغيرها مما كان يدور في رأس المأمون ، خطىٰ خطوته الاُولىٰ وقرر من جانب واحد أن يتم الزواج والاقتران مهما يكن من أمر ، ورغم كل المعترضين ، ولا موافق لهذا الزواج سواه. ثم يأتي دور المعتصم الذي لم يكن أرأف
بالإمام خاصة ، والعلويين عامّة من أخيه المأمون ، فقد احتال هو الآخر علىٰ الإمام الجواد عليهالسلام للوقيعة به ، وإيجاد مبرّر لسجنه ثم قتله ، بأن اتهمه بجمع السلاح ، وأنّه يريد الثورة