خراسان.. ثم أتبع
الرواية مباشرة بقوله : ثم وجّه المأمون فحمله وأنزله بالقرب من داره وأجمع علىٰ أن يزوجه ابنته... فإنّك ترى هنا أن عبارة المسعودي :
إلىٰ أن صارت سنّه عشر سنين. أصبحت عند الطبري في الدلائل : صار له ست عشرة سنة. هذا ما أردنا الاشارة إليه ، فلاحظ. وعقد القران الذي تميّز بحدث المناظرة
المهم والخطير ، ولعلّه يُعد من أهم أحداث حياة الإمام الجواد عليهالسلام
؛ لكثرة من كان قد حضر في ذلك المجلس من عامة الناس وخاصتهم ، فقد تناقله المحدثون والمؤرخون بما رافقه من حوادث اُخرىٰ بشيء من التفصيل. فالحدث أورده علي بن الحسين المسعودي (١) ، والشيخ المفيد (٢) كلّ بسنده عن الريان بن شبيب ، قال : لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أم الفضل أبا جعفر محمد بن علي عليهماالسلام
بلغ ذلك العباسيين فغلُظ عليهم واستكبروه ، وخافوا أن ينتهي الأمر معه إلىٰ ما انتهى مع الرضا عليهالسلام ، فخاضوا في ذلك. واجتمع منهم أهل بيته الأدنون منه ، فقالوا
له : ننشدك الله يا أمير المؤمنين أن تقيم علىٰ هذا الأمر الذي قد عزمت عليه من تزويج ابن الرضا ، فإنّا نخاف أن يخرج به عنّا أمر قد ملّكناه الله ، ويُنزع منا عزٌّ قد ألبَسَناه
الله ، وقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم ، آل أبي طالب ، قديماً وحديثاً ، وما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك من تبعيدهم والتصغير بهم ، وقد كنا في وهلة من عملك مع الرضا ما عملت ، حتىٰ كفانا الله المهم من ذلك ، فالله الله أن ________________ ١)
إثبات الوصية : ١٨٩ ، طبعة النجف الأشرف. ٢)
الإرشاد ٢ : ٢٨١ ـ ٢٨٨.