والمثول بين يدي
المأمون ثم ( الأمر ) بالدخول بالفتاة. ولا ريب أن الإمام كان عارفاً بالنوايا ؛ لذا فقد كان يُفشل خططهم بطرقه الخاصة وهم لا يشعرون. وهنا نشير إلىٰ ما أورده محمد بن
جرير بن رستم الطبري الإمامي في ( دلائل الإمامة ) بقوله : ( ومكث أبو جعفر مستخفياً بالإمامة ، فلما صار له ست عشرة سنة ، وجه المأمون من حمله إليه ، وأنزله بالقرب من داره ، وعزم علىٰ تزويجه ابنته.. ) (١). ويبدو أن في عبارة الطبري بعض الارتباك
والتصحيف ، حيث نقل المسعودي رواية قدوم وفد علماء بغداد إلىٰ المدينة وسؤالهم الجواد عليهالسلام وكان مع الوفد علي بن حسان الواسطي المعروف بالأعمش (٢) الذي حمل معه تحفاً وبعض اللعب الفضية مما كان يلهو به صبية بغداد في ذلك الوقت ، ظنّاً منه أن أبا جعفر عليهالسلام
سوف يُسرُّ بها ؛ لكنّ الإمام عليهالسلام
نهره بغضب ، وبدا علىٰ وجهه عدم الارتياح ، لمّا وضعها أمامه ، وردّ عليه بما قدّمناه في
الحديث آنفاً. ثم في نهاية الخبر ذكر المسعودي عبارة
علي بن حسّان بقوله : وخرجت ومعي تلك الآلات. وبقي أبو جعفر عليهالسلام
مستخفياً بالإمامة إلىٰ أن صارت سنّه عشر سنين. إلىٰ هنا ينتهي خبر الواسطي في إثبات الوصية ، ثم أتبعه المسعودي برواية إخبار الجواد عليهالسلام
جاريتهم بمضي والده في ________________ ١)
دلائل الإمامة : ٣٩١ / ٣٤٥ ، مؤسسة البعثة ، الطبعة المحققة ١٤١٢ ه. ٢)
في رجال النجاشي : ١٩٧ : المنمِّس ، طبعة مكتبة الداوري ـ قم ١٣٩٧ ه ، وفي بعض
المصادر الاُخرىٰ : العمِش.