من عصمه الله
تعالىٰ من الزلل والخطل ، وأعدّه لتولي هداية البشر. ولو نظرنا إلىٰ أصحاب ورواة
الإمام أبي جعفر الثاني عليهالسلام
نظرة تحليلية فاحصة ، فإننا نجد أن هناك مجموعة كبيرة من الرواة والأصحاب نسبة إلىٰ باقي الأئمة عليهمالسلام
مع الأخذ بنظر الاعتبار قصر عمر الإمام ، والظروف السياسية الخاصة التي كانت تحيط به ، ثم صغر سنّه وما قد عرفت فيما مضى من تردّد البعض في قبول إمامته ، ومع كل هذا فقد كانت حصيلة إمامنا الجواد عليهالسلام
من الصحابة والرواة والوكلاء أن أحصينا تعدادهم بما يقرب من (٢٥٠) وهو عدد لم يسبقنا إليه أحد ممن ترجم للإمام عليهالسلام
وعدّ أو أحصىٰ رواته وصحبه من الرجاليين ، فالشيخ الطوسي ـ مثلاً ـ عدّ في موسوعته الرجالية ( ١١٦ ه ) من أصحاب الإمام الجواد عليهالسلام
ورواته. كما أنك تلحظ أن بين هذه الجمهرة من
الصحابة والرواة كبار العلماء والفقهاء والمحدِّثين ، وأعلام الفكر والأدب ، كما أن فيهم من العامة والغلاة والمجاهيل لدينا أو لمن ذكرهم بالمجهولية ، وهذه الجمهرة إن دلّت علىٰ شيء فإنّها أول ما تدلُّ علىٰ مقدار ومدىٰ ما يتمتع به الإمام عليهالسلام من حصيلة علمية ثرة يتصاغر أمام سعتها وشموليتها أكابر العلماء ، وعظماء الفقهاء ، كما أن العدد الجم الذي صحب الإمام وهو في أوان شبابه ، ما صحبوه إلّا للاستفادة من ثراء علمه وحاجتهم إليه. كما تجد من بين هذا العدد الغفير ما يزيد علىٰ الأربعين من الرواة الثقات أو الوكلاء ، وفيهم من أجمعت الطائفة علىٰ تصحيح كل ما رووه وإن أرسلوا ، ومنهم نحو هذا العدد أيضاً من أصحاب المؤلفات والشعراء. ولا يخفىٰ ما لهؤلاء الأعلام من دور إيجابي فاعل في حفظ ونشر التراث الإسلامي الأصيل ، تراث أهل البيت عليهمالسلام. فمن ذُكر في أصحاب الإمام أبي جعفر
الثاني عليهالسلام
من العلماء والفقهاء من