وكذلك عندما أسس عبد الصاحب دْخَيِّل أبو عصام رحمهالله : الدعوة الإسلامية ، متأثراً بالإخوان المسلمين ، كان يرى أن تصديه لعمل الدعوة يعطيه الشرعية لقيادة الأمة ، كما كان يرى حسن البنا.
وكان أبو عصام رحمهالله يرى أن قائد الحركة أو المرشح للخلافة ، عليه أن يستعين بفقهاء ، فيختار من فتاويهم ما يراه مصلحة للدعوة أو الأمة.
وقد طبق ذلك عندما كلف السيد الصدر بكتابة : الأسس الإسلامية ، فكتب فيها أن الدعوة تتبنى رأياً يقبل توبة المرتد عن ملة أو فطرة.
وهكذا يرى قادة الحركات الإسلامية أنهم يستمدون شرعيتهم من نفس حركتهم وتصديهم ، ويجب على الأمة بيعتهم وطاعتهم!
لكن الإشكال الذي لا جواب له عندهم : كيف تتعقلون أن يوجب الله تعالى إقامة الدين ، ويترك ذلك مهملاً بدون آلية!
وهل يعقل أن ينزل الله ديناً ثم يقول لأتباعه : كل من تصدى منكم لإقامته فهو قائد شرعي ، وهو خليفة لي ويمثلني!
وهل هذا إلا فتحٌ لباب الصراع على السلطة ، ودعوةٌ لتعدد القيادات وصراعها ، حتى في البلد الواحد ، والحي الواحد ، والبيت الواحد!
وهل هذا إلا هرطقة ونسبة العبث والظلم الى الله ، تعالى عن ذلك!