فعندما تقول الرواية مثلاً : نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله الى الشئ الفلاني ، فأعرض عنه وعافه ، فمعناه أن إرادة الله تعالى ظهرت في ذلك الشخص أو الشئ ، وانعكست في ذهن المعصوم وحواسه ، وظهرت لنا إعراضاً وعدم رضا! فتكون شخصية المعصوم عليهالسلام صفحة لعلم الله تعالى وإرادته ، كصفحة الحاسب ، تظهر عليها خصائص برنامج معين.
ومن أمثلته ما رواه البخاري « ٤ / ٧١ » قال : « بينا رسول الله « ص » ساجدٌ وحوله ناسٌ من قريش المشركين ، إذ جاءه عقبة بن أبي معيط بسَلَى جزور « كرش ناقة » فقذفه على ظهر النبي « ص » فلم يرفع رأسه حتى جاءت فاطمة عليهاالسلام فأخذت من ظهره ودعت على من صنع ذلك ، فقال النبي « ص » : اللهم عليك الملأ من قريش ، اللهم عليك أبا جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وعقبة بن أبي معيط ، وأمية بن خلف أو أبي بن خلف ».
وإذا عرفنا أن النبي صلىاللهعليهوآله لم يدع على قومه قبل ذلك ، بل كان يقول : اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون ، فما الذي حدث حتى دعا عليهم؟