وعرفت أنّ الدين قد بني بالحكمة
والموعظة الحسنة ، ولم يبنَ بالقوّة والسيف والغلبة ، وما حقّقته الدعوة بشقّيها النظريّ والعمليّ ، خير ممّا انتزع تحت ظلال السيوف ثمّ فرّط فيه الأسلاف. مشكلة المسلمين اليوم ، تكمن في التطبيق
السليم لأحكام الإسلام السمحة ، وظهور أفراده بمظهر يُرغّب غير المسلمين في التعرّف على الدين الإسلامي ، والاقتناع به واعتناقه ، وليس الظهور بمظهر المتعسّف ، الذي يرفض منطق الحوار والعلم ، ولا يرى طريقاً لعودة الدين إلّا بالعنف وقتل الأبرياء. ونحن اليوم نعيش حالة من إثبات الذات
وفرض الوجود ، ونبحث عن الحضور الفاعل في هذا العالم الذي فرّط في إيمانه ومعتقده ، وابتعد عن خالقه ، حتّى كاد الأمل في عودة الضال أن ينقطع ، ومن أجل تحقيق عامل العودة إلى الذات ، والمتمثّل في تفعيل عامل التقوى في الأنفس ، علينا أنْ نلزمها أمام الله تعالى بسلوك منهج النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله
، وأهل بيته البررة عليهمالسلام
، ملتفتين إلى أهميّة اعتبار النفس عاملة على هذا الدرب ، وليست مالكة له ; لأنّ الدين هو دين الله ، والعباد هم عباده ، وكلّ معتقد لملكيّة ما في هذا الإطار فعليه أنْ يصحّح اعتقاده. الانفتاح والواقعيّة التي ظهرت علاماتها
على خطّ أهل البيت عليهمالسلام
، فقد مني العالم بكافّة مجتمعاته ، بظهور تيارات تنتسب إلى الإسلام ، ولكنّها بعيدة عنه في تعاملاتها وتطبيقاتها ، ترفع شعار الجهاد ، وإقامة حكم الله في الأرض بالقوّة وتميّزت قياداتها بجمود الفكر الذي يحملونه إلى حدّ التحجّر ، ورفض الغير ، والحكم عليه بلا بيّنة ، فتسببت ممارساتها الخاطئة في خلق حالة من العداء والكراهيّة للإسلام ، وعوض أنْ نتقدّم خطوة نحو تعايش وحوار حضاري ، وتناغم عقلي بين مختلف الديانات والحضارات ، دفعت بنا تلك الجماعات في