الحلقة الخامسة عشر
حديث الغدير وحادثته هما اللذان شيّعاني
عبد السلام ، رجل ذو شخصيّة تميّزت بالانفتاح على الغير ، دمث الأخلاق ، رحب الصدر ، دائم الابتسامة ، يحترم الناس ولا يتعامل معهم إلّا على قاعدة من التقدير والاعتبار ، لأجل ذلك كسب ودّ واحترام كلّ من عرفه عن قرب ، حدّثوني عنه وعن خصائصه ، وكيفيّة تشيّعه إلى أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، فوجّهت إليه الدعوة ليكون ضمن الإخوة في جلسة الإفادة التي قرّرت إقامتها ، مساهمة من طرفي في إظهار مزيداً من الحقائق المتعلقة بالدين الإسلامي النقيّ من الشوائب ، والذي أراده الله تعالى ورسوله ليكون خاتم الرسالات الإلهيّة ، وخلاصة الشرائع الربانيّة ، وفاعلاً ومؤثّراً وقائماً في الأمّة ، ظاهراً بثمرته في العالم ، بواسطة الأئمة الاثني عشر من أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله ، أمثلة الحقّ وبواعث الصدق ، نأياً بالناس عن المزالق ، وحفظاً لهم من الوقوع في المهالك. فلبّى الطلب وحضر مع من حضر ، ولمّا جاء دوره في الكلام قال :
في ماضي الأيام لم أكن أعرف عن حادثة الغدير شيئاً يُذكر ، على الرغم من إقرار حفّاظ الخطّ الذي كنت متّبعاً له ، قبل تحولي إلى خطّ أهل البيت عليهمالسلام ، وتشيّعي للصفوة الطاهرة من أئمة الهدى ، فكلّ ما كان يتردّد عند أهل الاختصاص جزء صغير من حديث الغدير مقتصراً على جملة واحدة للنبيّ صلىاللهعليهوآله يقول فيها : « من كنت مولاه فعلي مولاه » (١). وقد ضُرِبَ الصفحُ عن كامل تفاصيل
_________________
(١) قال بتواتر هذا المتن من حديث الغدير الذهبي في سيّر أعلام النبلاء ٨ : ٣٣٥ والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤ : ٣٤٣ ، وغيرهم.