اليد ، من أن تفي بكلّ متطلّبات الدعوة ، من تنقل وشراء للكتب ، وطبع للدراسات وتوزيعها على الراغبين في مطالعة الفكر النيّر ، لمن أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ...
خاتمة المطاف
الآن وبعد أن انتهينا من جميع إفادات الإخوة الكرام ، يمكننا أنْ نلخّص الأسباب التي دعت الإخوة الحاضرين إلى اعتماد إسلام أهل البيت عليهمالسلام ، والتشيّع لهم ، وترك ما دونه من أسلام منسوب إلى الصحابة ، وما هو في حقيقته ، غير خليط من حقّ وباطل أسّسه الطغاة من بني أميّة على مدى أكثر من قرن ، سهر على غرسه حكّامهم في أجيال الأمّة ، فنشأ سوادهم على ذلك ، والناس على دين ملوكهم.
وبتتبعنا للحجج التي دفعت بهؤلاء الباحثين إلى اعتبار أنّ الإسلام الشيعيّ الاماميّ الاثني عشري هو الإسلام المحمّدي الصحيح ، الذي لم تشبه شائبة التحريف ، ولا أصابه نزق الظالمين ، نجد أنّ تلك الحجج قد انقسمت في مجموعها إلى محورين أساسيّين : المحور النقلي والمعبّر عنه بالروائي ، حيث اعتمد علماء المسلمين الشيعة فيه على النصوص التي هي عند مخالفيهم ، كأساس أوّل في الاحتجاج ، وهي مقسّمة بدورها إلى قسمين :
القسم العقائدي
وقد أعطى للتوحيد حقيقته ، من حيث ذات الله تعالى المقدسة وصفاته ووضعها موضعها ، وقد سلك مسلكاً تنزيهيّاً واضحاً ، نفى عنه كلّ ما ادّعاه غيرهم من تحقّق رؤيته في الدنيا والآخرة ، ومصاحبته إلى الجنّة ، وأعطوه حقّه في العدل ، بينما نسبه غيرهم إلى الظلم.