كما أعطى الإسلام الشيعيّ النبوّة والأنبياء عليهم الصلاة والسلام موضعهم الذي يستحقّون ، فنفوا عن النبيّ صلىاللهعليهوآله كلّ الروايات المكذوبة ، التي شوّهت الكتب التي تُلقّب بالصحاح ، والتي تمسّ من شخصه وتحطّ من كرامته ، كالادعاء عليه بأنه كان يطوف على نسائه التسع في ليلة واحدة (١) وبغسل واحد (٢) ، وتبوّله قائما في سباطة قوم (٣) ، وحبّه لسماع الباطل (٤) ، ومشاهدته لزينب بنت جحش وهي في حجرتها حاسرة ، فيقع إعجابها في قلبه ، وهي بعد في حبال زيد مولاه (٥). والادّعاء بسحره من طرف يهودي (٦) ، وتذكير قارىء له بما نسيه من قرآن (٧) ، وأمره لامرأة بإرضاع رجل كبير ; ليصبح ابن زوجها (٨) ، وعبوسه لمجيء
_________________
(١) صحيح البخاري ١ : ٧٥ ، ٦ : ١٥٥.
(٢) صحيح مسلم ١ : ١٧١.
(٣) صحيح البخاري ١ : ٦٢ ، صحيح مسلم ١ : ١٥٧.
(٤) إشارة إلى ما أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ( ١ : ٤٦ ) بسنده إلى الأسود التميمي قال : « قدمتُ على النبي صلىاللهعليهوآله فجعلتُ أنشده ، فدخل رجل طوال أقنى ، فقال [ أي النبيّ ] : امسك ، فلمّا خرج قال : هات ، فجعلتُ أنشده ، فلم ألبث أن عاد فقال لي [ أي النبيّ ] امسك ، فلما خرج ، قال ، هات ، فقلتُ : من هذا يا نبيّ الله ، الذي إذا دخل قلت امسك ، وإذا خرج قلت هات ، قال : هذا عمر بن الخطّاب ، وليس من الباطل في شيء » نعوذ بالله من هذا الكلام فرسول الله يحبُّ الباطل وعمر يبغضه ، وما دلّ على حبّ النبيّ للباطل وفعله إيّاه روايات عديدة أخرجها البخاري ومسلم وغيرهم منها ما رواه أبو هريرة ، قال : « بينا الحبشة يلعبون عند النبيّ صلىاللهعليهوآله ، دخل عمر فأهوى إلى الحصباء فحصبهم بها ، فقال : دعهم يا عمر » صحيح البخاري ٣ : ٢٧٧ وانظر ما دلّ على غناء الجواري في بيت رسول الله في صحيح مسلم ٣ : ٢١ حيث زجرهنّ أبو بكر وقاله : « أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله » لكن كالعادة فالنبي رفض كلام أبي بكر وقال : يا أبا بكر ، إنّ لكلّ قوم عيداً وهذا عيدنا ». وانظر ايضاً كيف أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله يحمل عائشة وخدّها على خدّه تنظر إلى لعب السودان بالدرق والحراب ، إلى أنْ تكتفي من النظر ! في صحيح البخاري ٣ : ٢٢٨ وصحيح مسلم ٣ : ٢٢.
(٥) انظر تفسير الطبري ٢٢ : ١٧ ـ ١٨.
(٦) صحيح البخاري ٤ : ٩١ ، ٧ : ٢٨ ، ٣٠ ، ١٦٤.
(٧) صحيح البخاري ٦ : ١١١.
(٨) انظر صحيح مسلم ٤ : ١٦٨ ـ ١٦٩ ، باب رضاعة الكبير.