الحلقة العشرون
إهمال السنّة النبويّة المطهّرة ، وإفراغ القرآن الكريم من معانيه ، هما اللذان شيّعاني
عبد الحفيظ ، شابّ ربى على العشرين من عمره ، لكنّك عندما تراه لأول وهلة ، تعتقد جازماً بأنّك أمام كهل ودّع شبابه ، وأدار ظهره عنه إلى غير رجعة ، فقد غزا الشيب رأسه حتّى لم يعد لشعره الأسود الذي عادة ما يكون رمزاً للصبى والشباب مكاناً يقيم فيه ، باستثناء بعض شعرات بقيت صامدة أمام غزو شيب وراثي لا دخل لعمره فيه ، ومع ذلك فقد زانه الشيب ، فبدا أكثر جاذبية ورجولة من غيره ، تعرّفت عليه هو أيضا بالجامعة ، ولم أتّخذه صديقاً إلّا بعد أنْ لمستُ منه فهماً وتقديراً واحتراماً لمعاني الصداقة ، دعوته إلى جلسة الإفادة ليفصح عن سبب تشيّعه ، فقال :
لم أكن في دراستي الثانوية مهتمّاً بالبحث خارج إطار الدروس ، التي كانت تقدّم إليّ في مادّة التربية الإسلاميّة ، فلم التفت إلى البحث عن متعلقات تلك المادّة من تاريخ وسيرة ، إلّا بعد أنْ انتقلت إلى الجامعة ، وتحديداً إلى كليّة الشريعة وأصول الدين.
كنت على وشك أنْ أنخرط في الطريق الوراثي ، الذي اعتمد على التبرير المذهبيّ للأحداث التي أعقبت وفاة النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله ، لولا شخص وضعه القدر في طريقي ، كأنّما أرسله ليخرجني من غيابة تيه لم أتبيّنه إلّا بعد أنْ انتشلت منه.
تعرّفت عليه في إحدى التظاهرات التي كان
الطلبة ينظمونها أو يشاركون فيها ، عندما تكلّم في مداخلة بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني المعروف