الحلقة الرابعة عشر
شيّعني حديث الثقلين
صلاح الدين ، هو واحد من أولئك الذين حكّموا العقل على العاطفة ، وغلّبوا تطبيق النصّ على اتّباع الهوى ، فخرج بمقارنة علميّة أدّت به إلى اعتناق إسلام أهل البيت عليهمالسلام.
منذ أمد ليس ببعيد ، كنت معتقداً بصحّة الحديث الذي نُسب إلى النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله الذي يقول : تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي. ولم يخالطني في صدوره عن النبيّ صلىاللهعليهوآله شك ، وقد كنت تبعاً لمذهب إسلاميّ بنى منظومته ، وعنون واجهتها على ذلك الأساس ، وصدّقت بسرعة مضامين الرواية التي توحي من أوّل وهلة ، وثاقتها وصلتها بمصدرين أساسيين من مصادر التشريع الإسلامي ، وهما القرآن والسنّة النبويّة المطهرة ، فتقبّلها عامّة المسلمين بالتسليم والرضا. اعتقاداً منهم بأنّ الوصيّة التي نسبت للنبيّ صلىاللهعليهوآله صحيحة لا غبار عليها ، ولا شكّ فيها ، وإلّا فمن يشكّ في حجيّة كتاب الله وسنّة رسوله كمصدرين من مصادر استنباط الأحكام الشرعيّة في شتّى المجالات العباديّة والحياتيّة ، وجاءت تسمية أتباع هذا التصوّر بأهل السنّة والجماعة.
واستمرّ تعاملي وتعاطيي مع منظومة تلك
الرواية ومكوّنات خطّها ، إلى أن عثرتُ في مطالعاتي على رواية نقلها مسلم النيسابوري أحد الشيخين ، وصاحب ثاني الكتب الروائية المعروفة بالصحاح عند أهل السنّة والجماعة ، أوقفتني على مضمونها ، وأثارت اهتمامي بمحتواها ، الذي جاء معارضاً لرواية وصيّة