علماءهم بتأويل النصوص ، وحمله على غير محملها الذي أراده لها الوحي ، وأيده العقل السليم ، ولعلّ أكبر دليل على صحة خطّ اتباع أهل البيت عليهمالسلام ، والمعروف بالشيعة الاماميّة الاثني عشريّة ، هو استقاءه لإثبات صحّة نهجه ، أدلة قطعيّة من كتب خصومه والمحاربين له ، وفي ذلك حجّة بالغة لمن يعقل أصول الاحتجاج ، ويفهم مبادىء الاستدلال. وحتّى تستطيع مراجعة الحجج التي استدلّ بها الشيعة على إخوانهم السنّة ، اسمح لي أن أقدم إليك كتاب المراجعات ، الذي يعتبر بحقّ نموذج الحوار الصادق ، والتخاطب السليم بين أهل الملّة الواحدة ، والعلم إذا استعمل بنيّة صادقة وعزم خالص ، فإنّ أصحابه سيقفون من خلاله على عين الحقيقة.
أخذتُ منه الكتاب ، وانكببت على دراسته ، ومقارنة النصوص التي تضمنها نصّاً نصّاً ، ولم أنته منه إلّا وقد أدركت ما أذعنت له همّة الشيخ سليم البشري ، وعرفت أنّ الإسلام المحمّدي الأصيل لا يوجد في أبهى مظاهره إلّا عند المسلمين الشيعة الاماميّة الاثني عشريّة ، فقررت أنْ أكون شيعيّاً اثني عشريّاً ، ملتزماً بخطّ أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، الذين اذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
والحمد لله على نعمة الهداية إلى صفوة الله تعالى ، من بعد نبيه صلىاللهعليهوآله ، ونسأله أنْ يجعلنا من أوليائهم في الدنيا ولآخرة ، وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربّ العلمين.