الحلقة الخامسة
شيّعني حديث الاثني عشر خليفة
وجاء دور بكار الذي عبّر عن كيفية اقتناعه بالإسلام الذي اعتمده المسلمون الشيعة ، تبعاً لأئمتهم الأطهار عليهمالسلام ، فقال : لا شكّ أنّ كلّ مسلم يؤمن بأنّ هذا الدين العظيم الذي حبانا الله تعالى به ، كآخر الأديان ، خاتماً لما سبقه من تشريعات إلهية ، وخلاصة لها ، جاء ليصحّح مسيرة البشرية ، ويقوّم اعوجاجها من الانحراف عن الحقّ تعالى ، واتّباع سبل الشيطان ، ليحقّق لها العدل والأمن. وهذا ما يؤسّس للحاجة إلى قيام حكومة تتبنى المنهج الإسلامي المتكامل على جميع الأصعدة الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة ، وإلّا لم تكن هناك حاجة إلى ظهور الأنبياء والرسل وتشريعاتهم.
ولقد نظرنا في التاريخ البشري على طوله فلم نجد فيه ما يعطي النتيجة المرجوّة المثال الكامل ، غير الخالق سبحانه وتعالى. قال جلّ من قائل : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) (١).
كما لم نجد في التاريخ الإسلامي ما يشير إلى قيام حكومة إسلامية ، تكون مرجعيتها الحقيقية الكتاب والسنّة المطهرة ـ سوى السنوات القلائل التي حكم فيها أمير المؤمنين عليهالسلام ـ رغم ما قيل عن الخلافة التي ألبسوها لباسا إسلاميّا ، ونعتها من نعتها بالراشدة ، وحكم من حكم بأنّها النموذج الأمثل لعزّة الأمّة ومنعتها ، وبكى من بكى على أطلال سقوطها في عهد العثمانيين الأتراك. خلافة
_________________
(١) المائدة : ٤٨.