الحلقة الثالثة
عقيدة أهل البيت عليهمالسلام في التوحيد هي التي شيّعتني
وما أن أتمّ أحمد حديثه حتّى انبرى صالح قائلا : أمّا أنا فقد شيعني التوحيد الخالص ، وبقيّة العقائد الصافية ، للأئمة الهداة من أهل بيت المصطفى صلىاللهعليهوآله ، وهو دليل قاطع يؤكّد صحة الخطّ الذي عليه المسلمون الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، ويؤكّد سقوط بقيّة الخطوط في تيه لا نجاة منه ، بتشويهها للتوحيد الخالص ، واعتمادها لعقيدة التجسيم والتشبيه ، جرياً على اعتقادات المشركين من الأمم السابقة ، مصورة المولى سبحانه وتعالى جسما ، على صورة آدم عليهالسلام ، وأنّ له أعضاء كاليدين والرجل ، وجوارح كالعينين ، وأنّه ينزل إلى السماء الدنيا ، كأنّما هو في حيّز ، ويحتاج في تدبيره للكون إلى حركة ، ويضع رجله في النار فيزوى بعضها إلى بعض ، كأنّما خلقها أكبر مما قدّره لها من العصاة والكافرين ، ويتنكر يوم القيامة فلا يكشفه غير المؤمنين ، إلى غير ذلك من الترّهات التي مرّرها كعب الأحبار عبر أبي هريرة الدوسي ، وأثبتها فيما بعد منظّروا الخطّ السلفي ، والمعروفين أيضاً بأهل الحديث ، كالحنابلة ونحوهم.
شاء القدر أن يضع في طريقي أحد فضلاء الشيعة أثناء أدائي لعمرة مستحبّة ، وقد كنت محظوظاً في ذلك ، لأنّ تعرّفي على ذلك الشخص قد قلب كياني ، وأوقفني على حقيقة التوحيد ، شاهدني الرجل وأنا متلهفٌ لأخذ كتاب التوحيد للمبتدع محمد بن عبد الوهاب ، فقد كنت أراه قمّة البيان والبرهان في التوحيد الخالص ، والصافي من شوائب الشرك ، ابتدرني قائلاً وعيناه ترمقان الكتاب بنظرة فيها شي من الأسى : « السلام عليكم ». فرددت عليهالسلام.