الحلقة الحادية عشر
شيّعني حديث الطائفة الظاهرة على الحق
علي كهلٌ تجاوز الخمسين من عمره ، مع ذلك لم يمنعه تقدّمه في السنّ من أنْ ينافس الشباب المؤمن في حيويته ونشاطه ، ومقاسمته آمالا عريضة في الغد المشرق للدين وأهله.
ورغم التوعّك الصحي الذي ألّم به قبل موعد الجلسة ، فإنّه أبى إلّا أنْ يكون حاضراً ، مساهماً معنا في الإدلاء بشهادته ، عن السبب الذي أقنعه بترك مذهب آبائه وأجداده ، واعتناق مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، والمعروف بالشيعة الاماميّة الاثني عشريّة.
فُسح المجال لعلي في الكلام فقال : كنت من المتحمسين للدين الإسلامي ، ومهتما بكلّ متعلقاته ، حاملاً هموم الأمّة وآمالها ، شأني في ذلك شأن الطلائع المؤمنة التي كتب عليها أن تتحمل مسؤوليات ثقيلة في توعية القاعدة وإرشادها ، خاصّة نحن نعيش في عصر كشّر فيه أعداء الدين عن أنيابهم ، وأبدوا من العداوة والحرب للدين وأهله ما لم يظهر منهم في السابق ، وبمعنى آخر كانت الحرب على الإسلام في ما مضى تحاك بسريّة وتخفٍّ ، بينما ظهرت على بعض المسارح اليوم بكلّ جلاء تفاصيل مؤامرات ما كان لها أنْ تطفو على الواجهة لو تمسّكت الأمة بدينها ، ولعلّ أحبولة الدنيا ومتاعها هي التي أوقعت الناس في مطبّ إهمال الدين وتركه ، ففارقوا معتصمهم ومنجاتهم في الدنيا والآخرة ، إلى متاع لا قيمة له في الميزان الأخروي ، واتّبعوا مسلك الشيطان الذي أفضى بهم إلى الذلّة والهوان ، فخسروا المطلبين.