قلت له : لقد تبين لي الآن أنّ بني أميّة قد أدخلوا في الدين أشياء ليست منه ، واختلقوا سننا وأحكاماً ليست من الإسلام في شي ، من أجل تغيير ما اتخذه أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله ديناً وأحكاماً ، لكن أودُّ أنْ أسألك عن لفظ آمين في آخر الفاتحة هل له أساس ؟
فقال : لم يصحّ حديث عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال آمين بعد قراءته لفاتحة الكتاب ; لأنّ الفاتحة تدخل في مقام القراءة ، والدعاء مخصّص بالقنوت ، فهل يعقل أنْ نسقط أعظم آية لنختمها بما يختتم به النصارى في كنائسهم وهي آمين Amen. وأهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله لم يتعبدوا بنصّ إلّا ومعهم بيانه وفي حوزتهم نصوصه ، وبين أيديهم علّته وأسبابه فهم النبع الصافي الذي استقى معينه من النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله.
فقلت له : الآن اطمأنّ قلبي ، وعرفت العلّة التي حدت بهؤلاء القوم إلى ترك البسملة ، وأحمد الله تعالى الذي استنقذني من الانحراف وراء تُبّع بني أمية الذين يتصورون أنّهم يتّبعون سنّة النبي صلىاللهعليهوآله ، وما هم إلّا عابدون بالوراثة التي لا تستند إلى حجّة ويقين ، ومتّبعون لمحدثات معاوية اعتقاداً منهم أنّها سنّة النبي صلىاللهعليهوآله.
هذا ما دار بيني وبين صديقي من حوار ذكرته لكم ، لتقفوا عن كثب على القناعة التي حصلت لي ، وتتعرفوا على السبب الذي جعلني أتخلى عن المذهب المالكي وأعتنق إسلام الطاهرين من أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله ، وأفتخر أنّني من شيعتهم وفي صفّهم ، ثبتني الله على ذلك في الدنيا والآخرة ، وأبعدني عن مذاهب الضلالة التي كنت منغمساً فيها ، والحمد لله أولاً وأخيراً.