على شاكلة الخلافات التي داست على المستضعفين والمقدسات ، استأثرت بخيراتهم ، وعطّلت شريعتهم ، فمنذ قيام حكومة السقيفة وادّعائها خلافة النبي صلىاللهعليهوآله ، انحسر الإشعاع الديني الذي أسّسه النبي صلىاللهعليهوآله ، وذهبت نصائحه التي كان قدّمها لأبناء جيله ، وضاع جهده في تعليمهم أسس الدين وأحكامه بعد وفاته ، بضياع تلك النصائح وذلك العلم ، لأنّ العلم كما يقول الحديث يهتف بالعمل فان أجاب أو ارتحل.
وليس عجيباً ولا غريباً ، أنْ نجد اليوم في الأمة الإسلاميّة من يعتقد أنّ الباري تعالى قد ترك مسألة الحكومة الإسلامية للناس يرون فيها رأيهم ، هكذا مطلقاً ومن دون قيد ، ذلك لأنّ هؤلاء المسلمين قد ورثوا تراثاً يُكرّس مبدأ فصل الدين عن الحياة ، فقبله مَنْ قبله ، وسكت عنه مَنْ سكت ، كأنّ الأمر لا يعنيه ، ولم يعترض عليه غير فئة قليلة من أتباع أهل البيت عليهمالسلام ، يُعرفون اليوم باسم الشيعة ( من شايع يشايع مشايعة ، معناها اتبع ، والشيعة لغة هم الأتباع ) كما كانوا في عصر مواجهاتهم لأنظمة الظلم والتحريف روافض ( بمعنى رفض الظالمين ، وليس بالمعنى الذي أراده أعداؤهم من نسبتهم إلى رفض للدين ، أو رفضٍ للصحابة ، فالدين عندهم وتشريعاته لديهم هو أكثر تناسقا ، وأكثر تكاملا ممّا هو عند غيرهم ، وما أكثر فقهاء وعلماء مدارسهم الفقهية إلّا عيالاً على أئمتهم عليهمالسلام ، ومجتمع الصحابة كسائر المجتمعات فيه الطيب وفيه الخبيث ، والمؤمن والمنافق ، تماماً كما تحدّث عنهم الوحي ، لذلك ، فالشيعة يقولون رضي الله عن الصحابة الأخيار ، وليس الصحابة أجمعين لأنّنا إذا طلبنا الرضا لمغضوب عليه أو منافق ، فإنّنا لا نأمن غضب الله تعالى )
عدت إلى تصفح الكتب المعتمدة عند بني
قومي ، وكان كتاب الجامع الصحيح لمسلم النيسابوري المتوفر لدي ، الوسيلة التي أمسكت بها خيط الحقيقة ، ففي