قال السنّي : فلماذا وقع تقديم الصحابة عند أهل السنّة وتفضيلهم بهذا الشكل ؟
قال الشيعي : إنّ الاعتقاد بتفضيل الخلفاء الأوائل على أهل البيت عليهمالسلام ، لم تكن له صلة بعهد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولم تظهر محاولة التقديم إلّا في عهد طلقاء بني أميّة ، وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان وحزبه ، سياسة زرع الباطل ومحاولة إحلاله محل الحقيقة من طرفه وطرف عصابته التي أسّست لفتنة كبرى لا نزال نعاني من آثارها الخطيرة إلى اليوم ، وجاء بنو أميّة من بعده فامضوا خطّته ، وعملوا بمقتضاها ما ناهز الثلاثة أجيال ، فنشأ عليها الصغير وهرم الكبير ، واستقرّت بعد ذلك في عقول الناس ، ومحصّلات أفكارهم ، على أنّها الدين الذي لا تشوبه شائبة ، والعقيدة التي لا يعتريها شك ، وذلك لتثبيت الانحراف عن منهج الإمامة الإلهي ، وإيهام الناس بأنّ تفضيل الصحابة كان على عهد النبيّ مطابقاً لما أفرزه ترتيب الحكومة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، والروايات التي أخرجها البخاري وغيره عن ابن عمر مثلا في تقديم الخلفاء الثلاثة وتساوي الناس بعدهما ، وهمٌ لا يعكس واقع الأمر ; لأنّ عليّاً عليهالسلام شخص لا يمكن أنْ يقدّم عليه أحد سوى النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله ، فضلاً عن أن يقدم عليه الخلفاء الثلاثة ، أو أن يساوى مع بقيّة الصحابة ، والذي لم يُنقّب عن خبايا صفحات التاريخ الإسلامي بعد التخلّي عن آليّة التفضيل في تقديم الكتب أيضاً يستطيع أن يجد دلائل كثيرة على أنّ التفضيل الذي تمسّك به المنحرفون عن منهج أهل البيت عليهمالسلام مفتعل ، ووُضع لأغراض سياسية تعلّقت بنظام الحكم.
قال السنّي : فهل هناك نصوص أخرى ترجّح كفّة علي رضياللهعنه في الخلافة على غيره من الصحابة ؟
قال الشيعي : النصوص التي تعطي لعليّ عليهالسلام أحقيّة قيادة الأمّة
الإسلاميّة بعد النبيّ كثيرة ، وتصبُّ كلّها في ذلك المعنى الذي تجاهله سواد الأمّة ، وانصرف عنه