أعمى (١) ، ومحاولاته المتكرّرة الانتحار ، عندما ينقطع عنه الوحي ، فينقذه جبريل في آخر لحظة (٢) .. إلى غير ذلك من الترّهات والأباطيل التي اعتمدها المخالفون للإمامة الإلهيّة ، كما نفوا ـ أي أهل البيت وأتباعهم ـ عن بقيّة الأنبياء عليهمالسلام ما نسب إليهم من كذب وظلم ، وأقرّوهم على عصمتهم التي يجب أنْ يكونوا جميعاً عليها ; لضرورة البعثة ، وما تتطلبه من مثال كامل الصفات والخصائص ، لا تشوبه شائبة تعيبه وتعطّل دوره ، وتقلّل من حجّته.
القسم التشريعي :
وقد أظهر أئمّة أهل البيت عليهمالسلام وعياً كاملاً بالشريعة الإسلاميّة ، ودقائق تفاصيلها ، من أبسط الأحكام إلى أعقدها ، بينما تاه غيرهم في مسائل عديدة كالوضوء الذي أوضح القرآن الكريم كيفيّته ، والبسملة في الصلاة ، مفروضة كانت أم مسنونة ، وغير ذلك.
أمّا المحور الآخر فهو :
المحور العقليّ : فقد تميّز إسلام أهل البيت عليهمالسلام بإعطاء العقل المستنير مكانته في البحث والتحليل والاستنباط ، وفق الشروط المؤهّلة لذلك ، وبفضل العقل أمكن الوصول إلى الحقائق والاطّلاع عليها ، ومن خلال المقارنة والموازنة بين النصوص ، اثبتوا بالعقل ما يجب في التوحيد من تنزيه مطلق ، والنبوّة والإمامة من تعيين وعصمة ، ودفع الشبهات عنهما ..
في أجواء مليئة بالطمأنينة والارتياح ، وفي خاتمة لقاء تميّز بانفتاح قلوب وعقول شاءت لنفسها ، وأراد لها الله سبحانه وتعالى أنْ تسلك طريق الهدى ،
_________________
(١) سنن الترمذي ٥ : ١٠٣ ، المستدرك ٢ : ٥١٤ ، والمسألة محلّ إجماع بين مفسّريهم ، انظر تفسير الفخر الرازي مجلد ١١ ، ج٣١ : ٥٥.
(٢) صحيح البخاري ٨ : ٦٨ ، مسند أحمد ٦ : ٢٣٣.