« اللهمّ إني أفتتح الثناء بحمدك ، وأنت مسدّد للصواب بمنّك ، وأيقنت أنّك أرحم الراحمين في موضع العفو الرحمة ، وأشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة ، وأعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة ، اللهم أذنت لي في دعائك ومسألتك ، فاسمع يا سميع مدحتي ، وأجب يا رحيم دعوتي ، وأقل يا غفور عثرتي ، فكم يا إلهي من كربة قد فرّجتها ، وهموم قد كشفتها ، وعثرة قد أقلتها ، ورحمة قد نشرتها ، وحلقة بلاء قد فككتها ... ».
دعاء الصباح لأمير المؤمنين :
« اللهمّ يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلّجه ، وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه ، وأتقن صنع الفلك الدوّار في مقادير تبرّجه ، وشعشع ضياء الشمس بنور تأجّجه ، يا من دلّ على ذاته بذاته ، وتنزه عن مجانسة مخلوقاته ، وجلّ عن ملائمة كيفياته ، يا من قرب من خطرات الظنون ، وبعد عن لحظات العيون ، وعلم بما كان قبل أنْ يكون ، يا من أرقدني في مهاد أمنه وأمانه ، وأيقظني إلى ما منحني به من مننه وإحسانه ، وكفّ أكفّ السوء عنّي بيده وسلطانه ، صلّ اللهمّ على الدليل إليك في الليل الأليل ، والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول ، والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل ، والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأوّل ، وعلى آله الأخيار المصطفين الأبرار ، وافتح اللهمّ لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة والفلاح ، وألبسني اللهمّ من أفضل خلع الهداية والصلاح ، واغرس اللهم بعظمتك في شرب جناني ينابيع الخشوع ، وأجر اللهمّ من آماقي زفرات الدموع ، وأدّب اللهم نزق الخرق منّي بأزمّة القنوع ... » (١).
مناجاة الراجين للإمام زين العابدين :
« يا من إذا سأله عبد أعطاه ، وإذا أمل ما عنده بلغه مناه ، وإذا أقبل عليه قرّبه وأدناه ،
_________________
(١) بحار الأنوار ٩١ : ٢٤٣.