لأنَّهم افتتنوا بهذه الشخصية وتيقَّنوا عدم خطئها وشططها.
الثالث : إنَّهم أهل خلاف ونزاع ليس إلا ، فلمَّا وجدوا منفذاً صاحوا وماجوا لا لهدف ولا لغاية.
الرابع : إنَّهم يخافون من الوصيَّة التي سيوصي بها النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنَّها ستسبِّب ضرباً لمصالحهم ومنافعهم المستقبلية ، أو أنها ستفضحهم وتنبِّه الآخرين لسوء مقاصدهم.
الخامس : لم ينتبهوا لأهمية الوصيَّة وضرورتها لوجود القرآن الكريم كما نبَّه عليه عمر.
وقد تكون هناك احتمالات أخرىٰ إذا ما دقَّقنا أكثر ، إلاَّ أنَّها تنضوي تحت ما ذكرنا.
ويمكن تقسيم هذه الاحتمالات إلى قسمين فقط. فإمَّا أنَّهم لاحظوا هذيان النبيِّ ، أو قالوا ما قالوا متابعةً لعمر بدون ملاحظة ذلك.
وعندما نرجع إلىٰ الروايات نرىٰ :
١ ـ إنَّهم قالوا ما قاله عمر.
٢ ـ إنَّهم قالوا : هَجَر رسول الله ... أهَجَرَ رسول الله ؟
٣ ـ هل هَجَرَ رسول الله ؟! استفهموه.
أو إنَّها لا تذكر شيئاً.
فأصل القضية ترجع إلىٰ عمر لا غير ، لأنَّهم قالوا ما قاله عمر ، أو قالوا : أهَجَرَ رسول الله ؟ أو استفهموه ، وهذه العبارات تدلُّ علىٰ عدم يقينهم بمقولة عمر.
فإنَّ قال قائل : إنَّ عبارة « قالوا ما قاله عمر » لا تستظهر الأخذ برأيه ، لأنَّهم ربَّما لاحظوا ملاحظته فقالوا بقوله. وهذا الكلام له وجه