برحمة ربى وشفاعة نبيي ، فقتل وجئ برأسه إلى بين يدى ابن زياد فنكته بقضيب ( إلى أن قال ) قال : أيكم قاتله؟ فقام رجل فقال : أنا قتلته ، فقال : ما قال لك؟ فأعاد الحديث فاسود وجهه.
[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١١٨ ] قال : ولما وضعت ـ يعنى رأس الحسين عليه السّلام ـ بين يدى عبيد اللّه بن زياد وأنشد قاتله :
إملأ ركابى فضة وذهبا |
|
فقد قتلت الملك المحجبا |
ومن يصلّى القبلتين فى الصبا |
|
وخيرهم إذ يذكرون النسبا |
قتلت خير الناس أما وأبا
فغضب ابن زياد من قوله وقال : إذا علمت ذلك فلم قتلته ، واللّه لا نلت منى خيرا ولألحقنك به ثم ضرب عنقه.
[ الصواعق المحرقة أيضا ص ١١٧ ] قال : وحكى سبط ابن الجوزى عن الواقدى إن شيخا حضر قتله فقط ـ يعنى قتل الحسين عليه السّلام ـ من دون أن يقاتله ـ فعمى فسئل عن سبيه فقال : إنه رأى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم فى المنام حاسرا عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع ورأى عشرة من قاتلى الحسين عليه السلام مذبوحين بين يديه ثم لعنه وسبه بتكثيره سوادهم ثم أكحله بمرود من دم الحسين عليه السلام فأصبح أعمى ( ثم قال ابن حجر ) وأخرج أيضا ـ يعنى سبط ابن الجوزى ـ إن شخصا منهم علق فى لبب فرسه رأس الحسين بن على عليهما السلام فرئي بعد أيام ووجهه أشد سوادا من القار فقيل له : إنك كنت أنضر العرب وجها ، فقال : ما مرت عليّ ليلة من حين حملت ذلك الرأس إلا وإثنان يأخذان بضبعى ثم ينتهيان بى إلى نار تؤجج فيدفعانى فيها وأنا أنكص فتسفعنى كما ترى ، ثم مات على أقبح حالة ( ثم قال ابن حجر ) وأخرج أيضا ـ يعنى سبط ابن الجوزى ـ إن شيخا رأى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى النوم وبين يديه طشت فيها دم والناس يعرضون عليه فيلطخهم حتى انتهيت اليه فقلت : ما حضرت فقال لى : هويت فأومأ إلي باصبعه فأصبحت أعمى.