فيها ما شاء الله ، ثم ماتوا بآجالهم.
ثم كيف يصير قول ابن عباس ـ على فرض ثبوته وصحته ـ دافعاً لقول امير المؤمنين سلام الله عليه في حديث ابي الطفيل في الرجعة :
هذا علم يسع (١) الامة جهله ورد علمه الى الله. قال : وقرأ علي بذلك قراءة كثيرة ، وفسره تفسيراً شافياً ، حتى صرت ما انا بيوم القيامة اشد يقيناً مني بالرجعة الحديث (٢).
وكان عامر بن واثلة الكناني ابو الطفيل هذا آخر من مات ممن رأى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كما في الاستيعاب ، قال : وقد روى عنه ـ صلى الله عليه وآله ـ نحو اربعة احاديث ، وكان محبا في علي ـ عليه السلام ـ وكان من اصحابه في مشاهده ، وكان ثقة مأموناً ، يعترف بفضل الشيخين ، الا انه كان يقدم علياً ـ عليه السلام (٣).
ويقال (٤) : انه ادرك من حياة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ثمان سنين ، وكان مولده في يوم احد ، ومات سنة مائة او نحوها انتهى.
وفي مختصر الذهبي : وكان ابو الطفيل من محبي علي ، وبه ختم الصحابة في الدنيا ، مات سنة عشر ومائة (٥) انتهى.
وهذان الكتابان ، وهما الاستيعاب والمختصر من كتب رجال العامة.
وفي الكشي في ترجمة عامر بن واثلة ابي الطفيل هذا باسناده الى شهاب
____________
(١) في البحار : هذا علم خاص لا يسع.
(٢) بحار الانوار : ٥٣ / ٦٩.
(٣) الاستيعاب : ٣ / ١٥ ، المطبوع على هامش الاصابة.
(٤) والقائل هو ابن الاثير في جامع الاصول ، راجع التعليقة على اختيار معرفة الرجال : ١ / ٣٠٩ والشيخ في رجاله : ٤٧.
(٥) راجع تهذيب التهذيب لابن حجر : ٥ / ٨٢.