النوى ، وراعوه حتى اثمر ، ثم صاروا الى نوح ـ عليه السلام ـ بالثمرة (١) ، وسألوه ان ينجز لهم بالوعد.
فسأل الله عز وجل في ذلك ، فأوحى الله اليه قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى ، فاذا اثمر فرجت عنكم ، فلما ظنوا ان الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث وثبت الثلثان.
فأكلوا التمر وغرسوا النوى ، حتى اذا اثمر اتوا به نوحاً ـ عليه السلام ـ فأخبروه وسألوه ان ينجز لهم الوعد ، فسأل الله عز وجل في ذلك ، فأوحى الله اليه قل لهم : كلوا هذا التمر واغرسوا النوى ، فاذا اثمر فرجت عنكم ، فارتد الثلث الاخر وبقي الثلث.
فأكلوا التمر وغرسوا النوى ، فلما اثمر اتوا به نوحاً ـ عليه السلام ـ فقالوا له : لم يبق منا الا القليل ، ونحن نتخوف على انفسنا بتأخير الفرج ان نهلك.
فصلى نوح ـ عليه السلام ـ فقال : يا رب لم يبق من اصحابي الا هذه العصابة ، واني اخاف عليهم الهلاك ان تأخر عنهم الفرج ، فأوحى الله عز وجل اليه قد اجبت دعاءك فاصنع الفلك ، وكان بين اجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة (٢).
فظهر مما نقلناه ان هذا الاسم وهو الشيعة ، كان شايعاً في زمن نوح النبي ـ عليه السلام ـ وكان يطلق على كل من اتبعه في طريق الحق.
ولذلك قال الله تبارك وتعالى « وان من شيعته لابراهيم » اي : وان من شيعة نوح ابراهيم ـ عليهما السلام ـ يعني : انه كان على منهاجه وسنته في التوحيد والعدل واتباع الحق.
____________
(١) في المصدر : بالتمر.
(٢) كمال الدين : ١٣٣ ـ ١٣٤.