وصيك (١).
والمستفاد من هذه الاخبار انه بكسر الصاد من النصب بالسكون ، بمعنى الرفع والوضع. يعني : اذا فرغت من امر تبليغ الرسالة فانصب علمك بفتح اللام. اي : ارفع علم هدايتك للناس ، وضع من يقوم به خلافك موضعك ، يكون قائماً مقامك بتبليغ الاحكام وهداية الانام.
وفي الكشاف : ومن البدع ما روي عن بعض الرافضة انه قرأ « فانصب » بكسر الصاد ، اي : فانصب عليا للامامة. ولو صح هذا للرافضي ، لصح للناصبي ان يقرأه هكذا ، ويجعله امراً بالنصب الذي هو بغض عليّ وعداوته.
وفيه ان نصب الخليفة بعد تبليغ الرسالة ، او الفراغ من العبادة ، امر معقول ، بل واجب ، لئلا يكون الناس بعده في حيرة وضلالة ، فصح ان يرتب عليه.
واما بغض علي ـ عليه السلام ـ وعداوته ، فما وجه ترتبه على تبليغ الرسالة ، او الفراغ من العبادة؟ على ان كتب العامة مشحونة بذكر محبته ـ صلى الله عليه وآله ـ لعلي ـ عليه السلام ـ واظهار فضله للناس مدة حياته ، وان حبه ايمان وبغضه كفر.
انظر ايها العاقل الى هذا الملقب بجار الله العلامة كيف اعمى الله بصره بغشاوة حمية التعصب في مثل هذا المقام ، حتى اتى بمثل هذا الكلام المنكر والزور ، بلى انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
____________
(١) اصول الكافي : ١ / ٢٩٤.