قال : قول الله عز وجل « من جاء بالحسنة فله عشر امثالها وما جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها » (١) واني لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ، ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين ، فهذا اربع سيئات ، فلما تصدقت بكل واحد منهما كان لي بها اربعين حسنة ، فانتقص من اربعين حسنة اربع بأربع سيئات ، بقي لي ست وثلاثون حسنة.
قلت : ثكلتك امك ، انت الجاهل بكتاب الله ، اما سمعت انه عز وجل يقول : « انما يتقبل الله من المتقين » (٢).
انك لما سرقت رغيفين كانت سيئتين ، ولما سرقت رمانتين كانت ايضا سيئتين ، ولما دفعتهما الى غير صاحبيهما بغير امر صاحبيهما ، كنت انما اضفت اربع سيئات الى اربع سيئات ، ولم تضف اربعين حسنة الى اربع سيئات ، فجعل يلاحظني فانصرفت وتركته.
قال الصادق ـ عليه السلام : بمثل هذا التأويل القبيح المستكره يَضلون ويُضلون.
وهذا نحو تأويل معاوية لما قتل عمار بن ياسر رحمه الله ، فارتعدت فرائص خلق كثير ، وقالوا : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله : عمار تقتله الفئة الباغية.
فدخل عمرو على معاوية وقال : يا أمير المؤمنين قد هاج الناس واضطربوا. قال : لماذا؟ قال : قتل عمار. فقال معاوية : قتل عمار فماذا؟ قال : اليس قد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله : عمار تقتله الفئة الباغية؟ فقال له معاوية : دحضت في قولك ، انحن قتلناه؟ انما قتله علي بن ابي طالب لما القاه بين رماحنا.
____________
(١) الانعام : ١٦٢.
(٢) المائدة : ٣١.