انفسهم » (١) اي : من جنسهم ، كما في مجمع البحرين (٢).
وامثال ذلك في كتاب الله العزيز غير عزيز ، فيكون مجازاً من الكلام اريد به المبالغة ، كما في حديث السفر : وابدأ بعلف دابتك فانها نفسك (٣). اي كنفسك ، فكما تحتفظ على نفسك فاحتفظ عليها.
ومثله « فاطمة بضعة مني ، وهي قلبي ، وهي روحي التي بين جنبي » (٤) وقوله « عترتي من لحمي ودمي » وامثال ذلك ، فكما لا يلزم في هذه الصورة المساواة في الدرجة والفضيلة ، فكذا هنا من غير فرق.
فيكون المراد بقوله « وانفسنا » من هو بمنزلتها في وجوب رعايتها والمحافظة عليها ، كما المراد بقوله « وانفسكم » كذلك. وهذا امر ظاهر بقرينة المقام ، ولا يشتبه على من له ادنى دربة بالكلام.
ويظهر منه خصوصيته ـ عليه السلام ـ برسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وكونه محبوبا له ، فيدل على فضيلته وفضيلة الذين اتى بهم الرسول الى المباهلة ، وعلى انهم افضل من سائر الصحابة ، واحب الى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ منهم. كما اشار اليه صاحب التجريد (٥) ، وإلا لقال المنافقون : ان الرسول لم يدع للمباهلة من يحبه ويحذر عليه من العذاب.
واما انه يدل على انه مساو له في المرتبة والفضيلة والقرب من الله ، فكلا وحاشا ؛ اذ لا دلالة له عليه بواحد من الدلالات.
ثم اني الى الان لم ار في كلام احد من علماء الشيعة قديماً وحديثاً ممن له
____________
(١) آل عمران : ١٦٤.
(٢) مجمع البحرين : ٤ / ١١٣.
(٣) وسائل الشيعة : ٨ / ٣٥١ و ٣٢٤.
(٤) راجع الروايات الواردة عن طرقهم الى احقاق الحق : ١٠ / ١٨٧ ـ ٢٢٨ و ١٩ / ٧٥ ـ ٩٣.
(٥) التجريد : ٢٦٧.