فردته فحمل عليه رجل فقتله ، فأخذت سيف ابنها ـ فحملت على الرجل فضربته على فخذه فقتلته ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : بارك الله فيك يا نسيبة ، وكانت تقي رسول الله بصدرها وثدييها ـ حتى أصابتها جراحات كثيرة.
وحمل ابن قمئة على رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : أروني محمدا لا نجوت إن نجا ، فضربه على حبل عاتقه ، ونادى : قتلت محمدا واللات والعزى.
أقول : وفي القصة روايات أخر ربما تخالف هذه الرواية في بعض فقراتها.
منها : ما في هذه الرواية أن عدة المشركين كانت خمسة آلاف فإن غالب الروايات أنهم كانوا ثلاثة آلاف رجل.
ومنها : ما فيها أن عليا عليهالسلام قتل حاملي الراية وهم تسعة ويوافقها فيه روايات أخر ، ورواه ابن الأثير في الكامل عن أبي رافع ، وبقية الروايات تنسب قتل بعضهم إلى غيره عليهالسلام والتدبر في القصة يؤيد ما في هذه الرواية.
ومنها : ما فيها أن هندا أعطت وحشيا عهدا في قتل حمزة فإن ما روته أهل السنة أن الذي أعطاه العهد مولاه جبير بن مطعم وعده تحريره على الشرط ، وإتيانه بكبد حمزة إلى هند دون جبير يؤيد ما في هذه الرواية.
ومنها : ما فيها أن جميع المسلمين تفرقوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآله إلا علي وأبو دجانة وهو الذي اتفقت عليه الروايات ، وفي بعضها ذكر لغيرهما حتى أنهي من ثبت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى ثلاثين رجلا لكن هذه الروايات ينفي بعضها ما في بعض ، وعليك بالتدبر في أصل القصة والقرائن التي تبين الأحوال حتى يخلص لك الحق ، فإن هذه القصص والروايات شهدت مواقف موافقة ومخالفة ومرت بأجواء نيرة ومظلمة حتى انتهت إلينا.
ومنها : ما فيها أن الله بعث ملكا فحمل كبد حمزة فرده إلى موضعه ، وليس في غالب الروايات ، وفي بعضها كما في الدر المنثور عن ابن أبي شيبة وأحمد وابن المنذر عن ابن مسعود في حديث قال : ثم قال أبو سفيان : قد كان في القوم مثلة وإن كانت لمن غير ملإ منا ما أمرت ولا نهيت ، ولا أحببت ولا كرهت ، ولا ساءني ولا سرني ،