(بحث روائي)
في الدر المنثور ، أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء اليهود ـ إذا كلم رسول الله صلىاللهعليهوآله لوى لسانه ، وقال : أرعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك ، ثم طعن في الإسلام وعابه فأنزل الله فيه : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ ) إلى قوله : ( فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً ).
وفيه ، أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي: في قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ) الآية ـ قال : نزلت في مالك بن الصيف ، ورفاعة بن زيد بن التابوت من بني قينقاع.
وفيه ، أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : كلم رسول الله صلىاللهعليهوآله رؤساء من أحبار اليهود ـ منهم عبد الله بن سوريا ، وكعب بن أسد ـ فقال لهم : يا معشر اليهود اتقوا الله وأسلموا ـ فوالله إنكم لتعلمون إن الذي جئتكم به لحق ـ فقالوا : ما نعرف ذلك يا محمد فأنزل الله فيهم : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا ) الآية.
أقول : ظاهر الآيات الشريفة على ما تقدم في البيان السابق وإن كان نزولها في اليهود من أهل الكتاب إلا أن ما نقلناه من سبب النزول لا يزيد على أنه حكم تطبيقي كغالب نظائره من الأخبار الحاكية لأسباب النزول ، والله أعلم.
وفي تفسير البرهان ، عن النعماني بإسناده عن جابر عن الباقر عليهالسلام في حديث طويل يصف فيه خروج السفياني ، وفيه قال : وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء : يا بيداء أبيدي بالقوم فيخسف بهم ـ فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر ـ يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم ، وهم من كلب ، وفيهم نزلت هذه الآية : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ـ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ ـ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها ) الآية : أقول : ورواه عن المفيد أيضا بإسناده عن جابر عن الباقر عليهالسلام في نظير الخبر في قصة السفياني.