وفي تفسير العياشي ، عن الصادق عليهالسلام أنه قرأ : وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير ، قال : ألوف وألوف ثم قال : إي والله يقتلون.
أقول : وروي هذه القراءة والمعنى في الدر المنثور عن ابن مسعود وغيره ، وروي عن ابن عباس أنه سئل عن قوله ربيون قال : جموع.
وفي الدر المنثور ، أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد « مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ » قال : نصر الله المؤمنين على المشركين ـ حتى ركب نساء المشركين على كل صعب وذلول ـ ثم أديل عليهم المشركون بمعصيتهم للنبي صلىاللهعليهوآله.
وفيه أخرج ابن إسحاق وابن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن الزبير قال لقد رأيتني مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ حين اشتد الخوف علينا أرسل الله علينا النوم ـ فما منا من رجل إلا ذقنه في صدره ـ فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير ـ ما أسمعه إلا كالحلم ـ : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا فحفظتها منه ، وفي ذلك أنزل الله : « ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً » ـ إلى قوله : ( ، ما قُتِلْنا هاهُنا ) » لقول معتب بن قشير.
أقول : وقد روي هذا المعنى عن الزبير بن العوام بطرق كثيرة.
وفيه أخرج ابن مندة في معرفة الصحابة عن ابن عباس في قوله : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ ) الآية ، قال : نزلت في عثمان ورافع بن المعلى وحارثة بن زيد.
أقول : وروي ما يقرب منه في عدة طرق عن عبد الرحمن بن عوف وعكرمة وابن إسحاق وأضيف إليهم في بعضها أبو حذيفة بن عقبة والوليد بن عقبة وسعد بن عثمان وعقبة بن عثمان.
وعلى أي حال ذكر عثمان ومن عد منهم بأسمائهم من باب ذكر المصداق وإلا فالآية نزلت في جميع من تولى من الأصحاب وعصى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والذي يخص عثمان هو أنه ومن معه فروا حتى بلغوا الجلعب ( جبل بناحية المدينة مما يلي الأغوص ) فأقاموا به ثلاثا ثم رجعوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لهم : لقد ذهبتم فيها عريضة.
وأما أصحابه عامة فقد تكاثرت الروايات أنهم تولوا عن آخرهم ، ولم يبق مع