الله وملائكته يصلّون علي النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً ) (١).
يقول الطبري في معرض حديثه عن هذه الآية « أن يصلّي على النبي ، ويثني عليه بالثناء الجميل ويبجّله لأعظم التبجيل وملائكته يصلّون ويثنون بأحسن الثناء ويدعون له بأزكى الدعاء » (٢).
وقال تعالي : ( .. وصلّ عليهم إنّ صلاتك سكن لهم والله سميع عليم ) (٣) فمعنى ( وصلّ عليهم ) « واعطف عليهم بالدعاء لهم وترحّم » (٤).
وفرّق العلماء بين صلاة الله تعالي وصلاة المخلوقين ـ الملائكة والإنس ـ فالصلاة منه ـ عزّ ذكره ـ الرحمة (٥) ومن المخلوقين ـ الدعاء والاستغفار (٦) وفي هذا لمحة عظيمة دالّة علي التوحيد والعطف في آن واحد علي التوحيد لأنّه تعالي يفيض برحمته ولا يفاض عليه ويدعي ولا يدعو ولمن يدعو؟ ولا شيء قبله بعده غني مطلق الغنى عن كل شيء.
أما على العطف فهو عالم سبحانه بافتقار خلقه إليه فرحمته لهم عطف منه تعالى وفضل سابق وجاء معنى الرحمة في صلاة الله تعالي قول الراعي (٧) :
__________________
(١) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٥٦.
(٢) مجمع البيان / الطبرسي ٣٦٩ : ٨ ظ : الكشاف ٣٠٧ : ٢.
(٣) سورة التوبة : ٩ / ١٠٣.
(٤) الكشاف ٣٠٧ : ٢ ، ظ : التبيان في إعجاز القرآن / ابن الزملكاني : ٩٠.
(٥) ظ : تهذيب اللغة باب الصاد واللاّم ( صلى ) ظ : مفاتيح الغيب ٢١٥ : ٢٥.
(٦) ظ : معجم مفردات ألفاظ القرآن : ٢٩٣ ، كشاف الفنون ٨٥٩ : ٤.
(٧) لسان العرب : مادة صلى : ولم أجد هذا الشاهد في كتاب شعرالراعي وأخباره لناصر الحاني بل وليس له وجود في كتاب شعر الراعي النميري : د.نوري حمودي القيسي.